إن الحصانة التي يجب على المجتمع والدولة أن يمنحاها للمبدع وللمثقف شيء ضروري، يساعده على التحرك في جميع الاتجاهات بحرية ودون عوائق، مما يحسِّن من أدائه ويمنحه قدرة الاختيار الأنسب لمصادره وروافد إبداعاته.
ولكي نحسِّن نوعية المنتَج الإبداعي لدى شعوب منطقتنا علينا أن نُحسِن التصنيف والتبويب والترتيب. فلا يمكنك أن تصنع من غابة بستانًا جميلاً منسقًا بدون أن تفرز، وترتِّب، وتسيِّج، وتروي، وفي بعض الأحيان تتلف ما ليس مفيدًا. وهنا تكمن الخصوصية في الإبداعات الفنية والثقافية التي تأخذ الطابع الإنساني لواجهة هذه الشعوب وإغناء مخزونها الحضاري الحديث.
وعلينا أن نأخذ في الحسبان دائمًا أن الأماكن والإمكانات خُلِقَت من أجل المبدعين، وليس العكس: فأعظم المسارح بُنِيَتْ لأجل الإلياذة والأوديسة، وليس العكس.
وها نحن على أبواب عصر حديث، مليء بالضخِّ الإعلامي. وهنا يجب على الإعلام أن يفهم دوره الحقيقي في ارتقاء المجتمعات، ويساهم في فرز ما يضخُّه من ثقافات وتيارات، وأن يكون سليم النوايا في توجُّهاته، لنستطيع، في نهاية المطاف، أن نحصل على مادة مصفَّاة من كل الشوائب والسموم التي يمكن أن تجهض وليد الوقت الصعب الذي هو الإنسان المبدع الفنان .

اشكرك ام كوثر على الموضوع الهادف وماقصر الكاتب وهذا فعلا ما يحتاجه المجتمع من خلال الفنان والدور على الإعلام.